Author Archives: berhem

رحلة الساحل الغربي ٣

يوم الثلاثاء ٩/١/٢٠١٨

الساعة الآن السادسة صباحاً .. استيقظت بعد هبوط طائرتنا في مدينة تبوك .. تفقدت حالة الطقس وكانت درجة الحرارة ٣ درجاتٍ مئوية .. لكننا قد لبسنا ما يحمينا من شدة هذا البرد ولله الحمد .. كان مطار تبوك الإقليمي من أجمل مطاراتنا المحلية التي زرتها .. وكالعادة ذهبنا لاستلام أمتعتنا .. وبعد ذلك خرجنا من المطار لنجد عبدالرحمن في انتظارنا كما خططنا .. اتجهنا مباشرة نحو السيارة للبدء في تركيب السلة على سطحها .. وبمجرد خروجنا من المطار تجمدت أطرافنا رغم تسلحنا بوزن ثقيل من ملابس الشتاء .. وعلاوة على ذلك كان من الصعب فك مسامير السلة لشدتها .. فاضطررنا لخلع قفازاتنا .. وبعد ذلك وصل ياسر وبذلك اجتمعنا جميعاً .. وما أن انتهينا من تركيب السلة وترتيب الحاجيات .. ذهبنا لمسجد المطار لأداء صلاة الفجر .. ومن ثم اتجهنا نحو محطتنا الأولى ألا وهي مغارة في الطريق إلى مدينة حقل .. كان الطريق اعتيادياً كأي طريق سفر .. ولكن الجبال التي كانت على جنبات الطريق مميزة .. فقد كانت أشبه ما تكون بالعامودية .. بعد أن وصلنا لمفترق الطريق الذي يقودنا للمغارة التي تقع خلف الجبال .. حاولنا الوصول إليها .. ولكن للأسف كانت وعورة طرقها أشد من أن نصل إليها .. توقفنا عند أحد شقوق تلك الجبال .. وبدأنا بتجهيز وجبة الإفطار .. وبعد وجبة الإفطار ذهبنا لاكتشاف المنطقة ثم أكملنا طريقنا إلى حقل ..

وأخيراً وصلنا إلى حقل .. هنا البحر .. كان لون البحر الأزرق مع ضوء الشمس المنكسر عليه منظراً لا يقدر بثمن .. تعجز الكلمات عن وصفه .. ومما زاد المنظر جمالاً ورونقاً أن الحدود المصرية يمكن رؤيتها على الجانب الآخر من البحر ..

بحثنا عن مكان مناسب لنصب الخيمة .. وتوقفنا عند أحد الشواطئ الصخرية .. وقمنا بتفريغ السيارة .. وحان وقت نصب الخيمة .. حاولنا نصبها ولكن الهواء كان قوياً جداً .. في الحقيقة يمكنني القول بلا مبالغة أننا قمنا بصراع مع الريح والخيمة تصرعنا تارةً ونصرعها تارةً أخرى .. وبعد عدة محاولات قررنا نصب الخيمة خلف السيارة .. لتقوم السيارة برد جزء من الهواء القادم .. ومع قليل من الصخور على جوانب الخيمة .. ولله الحمد تم نصب الخيمة بعد عناء دام اكثر من ساعة .. أخذنا بعدها قسطاً من الراحة بداخلها .. حينما قررنا البدء في تجهيز وجبة الغداء تغير مسار الريح وبدأت الخيمة بالتحرك يمنةً ويسرة .. كانت الريح شديدة جداً جداً .. حاولنا تغيير مكان السيارة لصد الريح .. ولكنها كانت تأتينا من كل حدب وصوب .. فاضطررنا إلى فكها بعد أن تمزقت بعض الشيء .. وقبيل الغروب بدأ بندر بتجهيز وجبة الغداء .. وبعد تناول الغداء قام ريان بصنع القهوة لنا وكل واحد منا في كيس نومه حول نار هادئة .. لم تكن المنطقة وعرة جداً مما جعل النوم يسيراً .. ولكن كانت هناك مجموعة من الكلاب تنبح حولنا .. وبعد أن تناولنا أطراف الحديث فيما بيننا غطينا في النوم في الهواء الطلق ..

الساعة الآن الثانية صباحاً .. استيقظت من “قوة الهواء” الذي كان يضربني من جميع الأنحاء .. وذلك “البرد القارس” الذي يؤلم الأطراف .. ومن شدة الرياح كان الهواء يدخل من سحاب كيس النوم القوي .. ولكن ولله الحمد كانت أكياس النوم قويةً وكافيةً لحمايتنا من كليهما .. لذلك أغلقت كيسي كاملاً وأكملت نومي ..


رحلة الساحل الغربي ٢

يوم الأحد الموافق ٧/١/٢٠١٨

لم أستطع أن أنال كفايتي من النوم.. فاليوم هو اليوم المنتظر.. اليوم سوف أدخل آخر اختبار في المرحلة الجامعية.. ها أنا أتفقد حقيبتي.. قلم رصاص، حاسبة، مسطرة، ممحاة.. هذا كل ما أحتاجه.. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.. اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري..

ولله الحمد لم يكن الاختبار بتلك الصعوبة.. خرجت من قاعة الاختبار وكلي رضاً بما قدمت في هذا الفصل الدراسي خصوصاً.. وفي رحلتي الجامعية عموماً.. وبعد السهر الطويل على صفحات الكتاب يجب أن أعطي جسمي قسطاً من الراحة.. ولكن ذهبت لغرفتي وأعلنت حالة الاستنفار لأنني سوف أقوم بترتيب غرفتي.. قد لا يعلم بعضكم كمية الأشياء والقاذورات المتناثرة في أنحاء الغرفة.. ولكن صدقوني.. أكاد أجزم أني أحتاج دهراً لأنهي عملي.. ولم يتبق لدينا الكثير من الوقت.. قمت بتوصيل أخي يوسف للمطار وعدت للجامعة وأرى الكل في حالة فوضى فغداً موعد رحلتنا.. هذا يغسل ملابسه وهذا لم ينم حتى وصل إلى أقصى حدود طاقاته.. قمت بشحن جميع ملابسي وبعض من حاجياتي على شركة زاجل لأقوم باستلامها عند عودتي لمدينة ينبع.. تأخر الوقت ولم ننهي كل ما بدأناه.. أترنح يمنةً ويسرةً ولم أستطع إلا أن أخلد للنوم..

يوم الاثنين الموافق ٨/١/٢٠١٨

في صباح اليوم كانت البداية الحقيقية لمغامرتنا.. ذهب عبدالرحمن للمطار متجهاً إلى تبوك ليقوم باستلام السيارة وإكمال ما ينقصنا من مواد تغذية وغيرها.. ولكن ١٨ ساعة تفصل رحلة عبدالرحمن عن رحلتنا.. ولذلك اتفقنا ألا ينام عبدالرحمن حتى وصوله لتبوك.. وفي مصلى المطار يخلد للنوم وبذلك يقضي ما يقارب الست ساعات من الثمانية عشر ساعة في النوم ثم يذهب لاستلام السيارة ويكمل ما خططنا له.. وبالفعل وصل عبدالرحمن إلى تبوك في ظهيرة اليوم.. وفي الساعة الخامسة والنصف قام باستلام السيارة المصون..

ذهبنا للسوق للبحث عن بعض الحاجيات للرحلة.. وحين عودتنا للجامعة.. أكملنا ما بدأناه بالأمس وانتهينا ولله الحمد.. كان موعد رحلتنا في تمام الساعة الحادية عشر ليلا.. من مطار الدمام إلى مطار تبوك مروراً بمطار الرياض.. ذهبنا كعادتنا لطباعة بطاقة صعود الطائرة ولكن المفاجأة كانت أنه يجب علينا استلام أمتعتنا في مطار الرياض والذهاب بعد ذلك لإنهاء اجراءات السفر مرة اخرى وشحن الحقائب في مطار الرياض.. وعلى ذمة موظف الاستقبال.. أن هذا هو النظام الجديد في السعودية.. حان موعد رحلتنا.. وما إن وضعت رأسي عل على نافذة الطائرة.. حتى غطيت في نوم عميق..


رحلة الساحل الغربي ١

ها أنا أعود بعد طول غياب إلى عالمي الذي كنت أظن أنه الوحيد الذي يستطيع أن يحتويني كما أنا..
في مغامرة جديدة من مغامراتي..
عام جديد وبداية جديدة..
وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ:

رحلتي الدراسية شارفت على الانتهاء.. تقلبت حياتي فيها أيّما تقلب.. أنهي مرحلة دراسية لأبدأ أخرى.. الابتدائية ثم المتوسطة وبعدها الثانوية وختامها بالجامعية.. مشوار السبعة عشر عاماً لم يتبق منه الكثير.. بضع أيام.. فيا ربي أكتب لنا فيها التوفيق واجعل ما تعلمناه شاهدا لنا لا علينا..
و بهذه المناسبة العظيمة قررت أن أحقق إحدى أهدافي التي كنت أطمح أن أنجزها في المرحلة الجامعية.. ألا وهي (رحلة في ربوع بلادي)..
في كل سفرة اعتاد والدي أن يوكل كل فرد من العائلة جزءاً من برنامجها.. ونبدأ برحلة البحث عن الأماكن لتلك الرحلة.. والعجيب أن سكان تلك المنطقة -في الغالب- لم يزوروا تلك الأماكن.. وتأتي فكرة “أريد أن أجوب المملكة كسائح”..
كانت الخطة أن انتقل بالسيارة من المنطقة الشرقية الى ينبع وأتوقف عند اغلب المعالم السياحية من قصور وجبال وغيرها في سبع أيام.. ولكن كانت مجرد فكرة ولم أَجِد رفقاء السفر..

صيف ٢٠١٧..
عزمت على الرحلة وبدأت بالتخطيط لها.. وكما يقولون (فتش عن الرفيق قبل الطريق).. كان صديقي ريان جمعة أول اختياراتي وتلاه ياسر الشريف.. لم أكن متمسكاً بالمسار الذي وضعته.. وبدأ النقاش في مسار الرحلة.. واقترح ريان أن تكون الرحلة على امتداد الساحل الغربي (ساحل البحر الأحمر) من مدينة حقل حتى آخر الساحل.. وتم الاتفاق على مسار الرحلة..
وفي نهاية الصيف تم الاتفاق من قبل مجلس الإدارة المكون مني وريان وياسر على رفيق السفر الرابع بأن يكون عبدالرحمن فران.. وبذلك اكتمل النصاب الذي خططنا له..

الأشهر الأخيرة من ٢٠١٧..
في يوم مشرق وهادئ يأتي الخبر السعيد.. تم ترسيم ياسر الشريف كمحلل في شركة الاكسير .. وبذلك أصبح حضور ياسر للرحلة ليس مؤكداً.. بدأنا بالبحث عن الرفيق الرابع.. احترنا في الاختيار.. وبعد عدة أيام وقع الاختيار على بندر الجهني لعدة أسباب منها.. أنه أمضى طفولته في مدينة ضبا.. وبعد الاتفاق مع بندر.. تمت الموافقة على إجازة ياسر لمدة ثلاث أيام.. وبذلك عاد ياسر للصورة مرة أخرى وسيكون معنا إلى نصف المسافة.. من حقل إلى جدة في خمس أيام..
ومع اقتراب الموعد المحدد بدأ تقسيم العمل..
توليت مع ريان تحديد مسار الرحلة..
وياسر الميزانية..
و بندر التغذية..
وعبدالرحمن الحاجيات..
وبالفعل انتهينا من كتابة أغلب مسار الرحلة مع الإحداثيات..
تشحن السيارة من المنطقة الشرقية لمدينة تبوك.. وفي صباح يوم الاثنين الموافق ٨/١/٢٠١٨ تكون رحلة عبدالرحمن لتبوك لاستلام السيارة وانتظارنا.. وفي فجر اليوم التالي يكون عبدالرحمن في المطار لاستقبالنا والبدء بالرحلة بإذن الله.. وسيكون المبيت في الهواء الطلق.. لذلك تم شراء أغلب حاجيات التخييم من اكياس نوم والخيمة وحافظات برودة وغيرها..

مشارف ٢٠١٨..
ومع نهاية كل ترم دراسي يضيق الوقت.. يحين موعد تسليم المشاريع ويقترب موعد الاختبارات النهائية.. والوقت يداهمنا.. انتهينا من ترتيب السيارة بكل ما نحتاجه ليتم شحنها لمدينة تبوك.. ويأتي خبر تغيير سعر الوقود.. والذي أجبرنا على تغيير مسار الرحلة والتوقف في مدينة جدة بدلاً من جازان وبذلك نختصر نصف المسافة المقطوعة تقريبا..

اليوم الأحد الموافق ٣١/١٢/٢٠١٧
بعد صلاة العشاء ذهبت لشركة الشحن برفقة ريان.. ولكن ولسوء حظنا.. تم رفض شحن السيارة.. بسبب السلة العلوية والتي تعيق دخول السيارة لشاحنة النقل.. وبعد النقاش الطويل اتفقت مع صاحب المحل أن أقوم بفك السلة على أن يعطيني مهلة إلى اليوم التالي.. وبالفعل في صباح أول يوم من أيام العام الجديد استيقظتُ باكِرًا وقمتُ بتفكيك السلة العلوية، وتم شحن السيارة ولله الحمد..

هكذا كانت بداية رحلتنا (رحلة الساحل الغربي)..
يتبع..1


3 #شتاء2016

اليوم الثلاثاء وهو ثالث أيام رحلتنااستيقظت الساعة السادسة والنصف صليت فرضي وبدأت بالاستعداد للزيارتنا الرسمية الأولى

لم أعتقد أن أرتدي هذا النوع من الثياب الرسمية ولكن لم يكن سيئا أبدا

تصفحت بعض المواقع ثم نزلت للمطعم لتناول وجبة الافطار

كان ميعاد التجمع الساعة الثامنة فقررت النزول بكامل حاجياتي حتى لا أضطر إلى العودة للغرفة

لم يكن إفطاراً مميزاً بل كان تقليداً

طبق بيض مع بعض الجبن وكوب من العصير بالاضافة الى بطاطا مقلية

بعد أن انهيت وجبتي ذهبت لمكان التجمع

كان المنظر جميلا جدا الكل بزيه الرسمي مستعد للذهاب لأول رحلة

لم يمر وقت طويل على طلوع الشمس فالليل هنا طويل جدا فكانت درجة الحرارة تحت الصفر

اتجهنا مباشرة الى الحافلة وكان باستقبالنا أحد الطلبة المبتعثين للدراسات العليا من قبل الملحقية الثقافية وبصحبته دنيا الفتاة التي استقبلتنا في المطار البارحة

كانت وجهتنا الى (B.I.T) المعهد التقني في مدينة بكين

بعد أن وصلنا للمكان المطلوب اتضح أننا ذهبنا للسكن الرسمي للمعهد وليس المبنى الرئيسي فاضطررنا للعودة للحافلة ومن ثم الذهاب إلى المبنى الصحيح

استقبل وفدنا مجموعة من الموظفين والطلبة

بدأ اللقاء بتعريف كل واحد منا عن جامعته ثم ذهبنا إلى أحد المعامل الموجودة في ذلك المعهد وبعد ذلك قمنا بزيارة المركز الرئيسي للطلبة الأجانب في ذلك المعهد

ثم تقابلنا مع أحد الطلبة السعوديين الذين يدرسون في المعهد وتبادلنا أطراف الحديث عن الدراسة في الصين والصعوبات التي واجهها وما الإيجابيات والسلبيات في نظره

بعد ذلك ودعنا ذلك المعهد بصورة جماعية واتجهنا الى وجهتنا الثانية الا وهي السفارة السعودية

ولكن ميعادنا لم يحن بعد فقررنا الذهاب الى احد الشوارع الشعبية في الصين

كان طريقا مستقيما تحفه أسواق صغيرة من الجانبين لم نمكث طويلا في ذلك الشارع حتى اقترب موعدنا وذهبنا للسفارة

استقبلنا في السفارة المسؤول عن مهام السفارة وكالعادة في اي لقاء يبدأ الحديث عن الجهود المبذولة في إنجاح أمثال هذه البرامج ثم بدأ النقاش عن فوائد اللغة الصينية وكيف لها أن تفتح لك أبواب جديدة في التعليم

من الغريب في السفارة أن من كان يقوم بالضيافة هم الصينيون ولكن كانت تجربة جميلة

بعد السفارة ذهبنا مشيا على الأقدام إلى أحد المراكز التعليمية المجاورة للسفارة لنأخذ محاضرة عن الثقافة الصينية والعادات والتقاليد في هذه الدولة

ولكن وللأسف كان وفدنا قد بلغ مبلغه من التعب

ولحسن حظي كنت في الصف الأخير في ذلك الفصل

فقررت أن أغفو قليلا

وبالفعل قمت بذلك

ما استفدته من تلك المحاضرة

أن اللغة الصينية لا تحتوي على أحرف كما نظن بل على أصوات أو كلمات لكل واحد منها رسم معين

أما بالنسبة للعادات والتقاليد

فكان إحتفال السنة الصينية الجديدة هو محور الحديث لأهميته

وما هي العادات في ذلك الاحتفال

ما شدني هو اختلاف ما تمثله الألوان بين ثقافتنا وثقافتهم

فاللون الأسود والأحمر في ثقافتنا تدل على الدموية والحقد وكل ما هو سلبي

أما عند الصينيين فهمًا يدلان على الفرحة و الصدق والأمانة

أما بالنسبة للون الأبيض والأخضر فهما يدلان على الكذب والحقد عكسنا تماما

وختمت المحاضِرة الدرس بالحديث عن الطعام وليتها لم تفعل فالكل لم يتناول شيئا منذ الصباح

تحدثت عن الشاي الصيني وأنواعه والتقاليد في شربه

ثم تحدثت عن أشهر الأطباق التقليدية في المطبخ الصيني الشعبي

بعد أن انتهينا من تلك المحاضرة ذهبنا لسد جوع بطننا

اختلفنا كثيرا في اختيار المطعم وفي النهاية قررنا ان يكون مطعما صينيا

توجهنا للمطعم واستقبلونا في الصالة الخاصة

كانت الصالة عبارة عن طاولة دائرية كبيرة تتسع لنا جميعا

احترنا في الطلبات فطلبنا من بدر -طالب الملحقية الثقافية- أن يتولى الطلب

كانت الطاولة مكونة من جزئين بحيث يكون الجزء العلوي بالدوران لتسهل عملية توزيع الطعام بين الجميع

بعد ان انتظرنا طويلا بدا الطعام بالقدوم

بدأت المقبلات بالنزول لم تكن بدايات الطعام جيدة

صحيح اني أجرب أي شيء وان في نظري كل شيء قابل للأكل

ولكن لم يناسبني طعم تلك الأطباق بعد ذلك بدأت الأطباق الرئيسية بالنزول

ولحسن حظنا كانت جميعها ذات طعم رائع

كانت الطاولة كبيرة لدرجة أن الطبق لا يكمل نصف دورة الا وقد مسح عن بكرة أبيه

حتى اصبح نصفنا مكتفيا والآخر جائعا

فاضطررنا للطلب مدد من الطعام

ولحسن حظي كنت في المنطقة الوسطى لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فكانت الاطباق تأتي الي في كلا المرتين

كان الوقت يسمح لنا بالذهاب لأحد الأسواق

وبالفعل ذهبنا إلى أحد الأسواق الشعبية وهنالك وجدنا ما هو أشهر مافي الصين الثعابين والعقارب المطبوخة وغيرها من المأكولات الغريبة

ولكن ما شذ انتباهي أن الشعب في ذلك السوق الفقير يتحدث اللغة الانجليزية ولو بشكل بسيط ربما لكثرة السياح القادمين أو لأي سبب ثان

وكما نعلم أن الصين بلد الأسعار الزهيدة ولكن الكل يستغل السياح

فمن الطبيعي أن تجد بضاعة ب ١٠٠ يان وبعد النقاش تجدها ب ١٠ ولكن يجب عليك الصبر عند كل محل

لم تكن الزيارة معدة مسبقا لذلك لم نستطع ان نمكث طويلا

كانت درجة الحرارة تحت الصفر فاشتريت مشروبا ساخنا واتجهت للحافلة وها انا الان استعد للنوم فغدا يوم جديد

  


2 #شتاء2016

اليوم هو الاثنين وهو الأول في جدول رحلتنااستيقظت على تربيت الشخص الذي بجانبي على كتفي ليخبرني بأننا وصلنا إلى مطار الدوحة

لم يكن عقلي يفقه بعد هي مرحلة أسميها البرزخ حينما يكون عقلك مستيقظا ونائما في نفس الوقت

بدأت بالاستيعاب ولكن دوار رأسي لم يذهب بعد

حملت حقائبي ولحقت بباقي الوفد الذي كان ينتظرنا عند بوابة الوصول

انهينا إجراءات التحويل بعد ذلك الصف الطويل الذي لا يكاد ينتهي

كان المطار جميلا جدا

ساحة ليست بالصغيرة تتوسط المطار وأسواق تحيط تلك الساحة ويتفرع منها عدة ممرات ABCD لكل حرف مسار معين يحتوي على عدة بوابات

تفقدنا رحلتنا التي كانت في البوابة 6B

اتفق الوفد على وقت معين للتجمع وتفرقنا

كنت ابحث عن قهوة أهدئ بها دوار راسي القاتل

عطور عطور عطور احذية حقائب حلويات لم اجد غايتي فذهبت للبوابة ولحسن حظي كان المقهى أمام بوابتي مباشرة

بعد ان شربت قهوتي بدأ الدوار بالاختفاء وانتظرت حتى حان موعد التجمع وانتهينا من إجراءات الدخول وها نحن الان في الطائرة

أكملت حلقة من المسلسل الذي أتابعه ثم اغلقت ما بيدي وغطيت في النوم فمع فارق الوقت سيكون وصولنا في نهار يوم الاثنين

ها نحن الآن في مطار الصين الساعة الان الثانية ظهراً تقريبا درجة الحرارة درجات مئوية

قمنا بكتابة ورقة الدخول للصين وذهبنا لختم الجوازات

كان كل شيء يسير على ما يرام حتى قرر المسؤولون اختيار أحد طلاب الوفد للتفتيش العشوائي

ذهب مسؤول الوفد معه وبعد مدة ليست بالقصيرة عادوا ولله الحمد

انتقلنا بعدها لمنطقة الأمتعة بأحد القطارات الموجودة في المطار

انتظرت حقيبتي ويا للأسف وجدتها قد كسرت قاعدتها وشقت من الأعلى

أظن أنني سأستبدلها في طريق العودة لقد خدمتني ٤ سنين

ولم أكن الوحيد الذي كسرت حقيبته فقد تضررت بعض الحقائب ايضا

بعد ذلك خرجنا لنجد “دنيا” -الفتاة المرسلة من السفارة لاستقبالنا- تنتظرنا مع سائق الحافلة

كانت درجة الحرارة في ذلك الوقت قرابة الصفر فالشمس قاربت على الغروب

في الحافلة تقسمنا الى أزواج كل زوج في غرفة وبعد ذلك غطيت في النوم ولم استيقظ الا عند وصولنا للفندق

خرجت من الحافلة وإذ ببموجة برد تشل أطرافي وتوقفني في مكاني

أكملت الطريق لاستقبال الفندق وانا ارجف من شدة البرد

هاتفي يشير الى الساعة السادسة ولكن لا اعلم هل هي الساعة الصحيحة أم لا

أخذ كل واحد منا بطاقة الدخول لغرفته واتفقنا على ان تكون الساعة السابعة موعد انطلاقها لتناول العشاء

دخلت غرفتي

كأي فندق ممر صغير يحتوي على خزانة ملابس في الجهة اليمني ودورات المياة في الجهة اليسرى وما ان ينتهي حتى تأتي غرفة متواضعة تحتوي على سريرين منفصلين تطل على احد شوارع المدينة

بعد ان انتهينا من اداء الفروض الفائتة

ذهبنا للاستقبال للتجمع ثم اتجهنا جميعا لأحد المطاعم -الحلال- في الصين

كان مطعما هنديا لم يجلس الوفد في طاولة كبيرة بل تقسمنا الى مجموعات صغيرة وزعت على طاولات المطعم

كان الطعام لذيذا ولكن شدني في احد الاطباق أن لون الدجاج من الخارج مائل الى الخضار ولكن طعمه لم يكن مميزا

انتهينا من تناول العشاء في تمام الساعة التاسعة فأخذنا الإذن من المسؤول للذهاب الى السوق المجاور واشترط علينا العودة قبل الساعة التاسعة والنصف

كان السوق مليئ بالاشجار التي علق على أغصانها اضواء صغيرة احتفالات بالسنة الجديدة

وكانت اغلب الأسواق مغلقة فكما سمعنا ان الاسواق تقفل ابوابها في الساعة التاسعة غالبا

كان البرد يزداد شيئا فشيئا لم أعد اشعر بأطرافي ولا بأنفي

وجدت أحد الباعة يبيع حبارا مقليا

كنت اريد تجربته ولكن ترددت ولم اتذوقه

أكملنا الجولة البسيطة وعدنا الى الحافلة واتجهنا الى الفندق

تحممت وها انا الان فوق سريري انهي ثاني يوم من ايام زيارتنا

تصبحون على ما تحبون 

 


1 #شتاء2016

اليوم الثاني من السنة الميلادية الجديدةالساعة الآن السابعة مساءً

بعد أن ودعت أقاربي وأصدقائي ذهبت إلى منزل أختي لأقضي الليلة عندها

كان جسدي مرهقاً جداً ولم أستطع البقاء مستيقظاً

دخلت المنزل وغطيت في النوم ولم أستيقظ إلا الساعة العاشرة والنصف

كعادتي قبل كل سفرة أقوم بكتابة الحاجيات التي سأحملها في تلك الرحلة في مذكرة هاتفي وبالفعل قمت بذلك ثم بدأت بترتيب حقيبة السفر

كنت أتحدث مع صديقي في الهاتف حينها وأخبرني أنه الآن في مدينة الرياض فقررنا العودة إلى المنطقة الشرقية سويا

ولكن لم أنته من إعداد حقيبة السفر سوا الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل

في ذلك الوقت كانت جميع المطاعم قد أقفلت أبوابها لكن ولله الحمد قمنا بشراء وجبة بسيطة نسكت فيها جوع بطننا

وانطلقنا بعدها مباشرة إلى المنطقة الشرقية
اليوم الأحد

الساعة الآن السابعة صباحاً

بدأ النعاس يتسلل إلى جسدي ارخيت نوافذ السيارة وبدأت بالغناء بصوت عالٍ حتى لا يغلبني فلم يبقى سوا ساعة وأكون في غرفتي المتواضعة

أعلم أنني غريب الأطوار ولكن تلك هي طريقتي لطرد النعاس

ولله الحمد وصلت إلى الجامعة وانتهيت من نقل أغراضي الى الغرفة في تمام الساعة الثامنة والنصف

كنت أتمنى أن أنال قسطاً من الراحة ولكن يجب أن أنهي جميع المهام التي علي

كما يقولون المصائب لا تأتي فرادى

كُسرت شاشة هاتفي قبل أسبوع من الآن وأضعت بعدها شريحة الاتصال والتي كانت باسم والدي وكان البنك قد طلب مني تحديث حالة بطاقتي الائتمانية لتصبح فعالة في الصين

طلبت من والدي مسبقا أن يستخرج لي شريحة جديدة وأخبرت أخي الصغير بأن يقوم بالاتصال على البنك ليقوم بتحديث البطاقة ولكن كما قلت مسبقا ان المصائب لا تأتي فرادى

يأتي رد البنك أن خدمة الهاتف المصرفي ليست مفعلة لحسابي

فقمت بالذهاب الى اقرب فرع لتفعيله

بعد مدة من الانتظار اخبرني الموظف أنه قد تم تفعيل خدمة الهاتف كان أخي قد غط في النوم فطلبت من صديقي أن يقوم بالاتصال عني

ويأتي الرد الجميل “عفوا لم يتم تفعيل الهاتف المصرفي لهذا الحساب”

ذهبت للبنك مرة أخرى ولكن لا حياة لمن تنادي

يمكنكم تخيل حالتي

وصلت للتو من مدينة الرياض ولم أنم البارحة سوا ثلاث ساعات وتناولت وجبة بسيطة وكان وقت تجمع الوفد في تمام الساعة الخامسة وأنا الآن بدون بطاقة ائتمانية فعالة

تداركت الأمر وذهب لأحد البنوك المجاورة وطلبت منهم فتح حساب جديد

قمت بإنهاء الإجراءات التي لم تكن تريد أن تنتهي

وأردت ايداع نقودي في الحساب وياللمفاجأة تعطل نظام الإيداع لدى هذا الفرع ولم أستطع استلام بطاقتي الجديدة

اضطررت للذهاب للفرع الرئيسي لإيداع نقودي وتصدير بطاقتي

قمت بإيداع النقود ولله الحمد وتأتي المفاجأة الجديدة “لا نستطيع تصدير بطاقتك لأن توقيعك لم يصل إلينا بعد يجب عليك العودة للفرع السابق لتصدير البطاقة”

كاد رأسي أن ينفجر ولكن لعله خير

عدت للفرع الأول وقمت بتصدير البطاقات وقمت بتفعيل الخدمات الالكترونية

أنا الآن في غرفتي ويجب علي تحويل بعض من نقودي لبطاقة الفيزا وكالعادة اطلب من أخي أن يخبرني برمز الأمان لأن شريحة الاتصال خاصتي في غرب المملكة وانا في شرقها

الساعة الآن الثالثة انتهيت من كل ما يخص النقود تقريبا ولله الحمد

ذهبت لدوراة المياة لأستحم وأقوم بتبديل ملابسي للاستعداد للسفر

ااااه ماء منعش يرخي الأعصاب بعد كمية من التوتر

عدت لغرفتي وأقفلت جميع حقائبي وذهبت لمكان التجمع

كانت معدتي تترجاني أن ألقي لها أي شيء لتهضمه

فقمت بشراء وجبتي الأولى ولم أشعر بعدها بأني قد أكلت شيئا

ولكن بدأ الوفد بالتجمع فلم استطع شراء اخرى

الساعة الآن السادسة مساءً

تحركت الحافلة التي ستنقلنا إلى مطار الملك فهد الدولي غلبني النعاس وغطيت في النوم

أيقظني صديقي لحظة وصولنا وقمنا بانهاء إجراءات السفر وذهبت لأحد المطاعم مع صديقي لتناول شيء أسد به جوعي

بعد ان انهينا إجراءات الصعود قمت بتحويل بعض من النقود لعملة الصين

كان الوقت المتوقع لكامل الرحلة ما يقارب العشر ساعات

ساعة في طريقنا لدولة القطر ثم الوقوف لمدة ساعتين وأخيرا سبع ساعات للوصول الى الصين

جسدي يطلب مني راجيا قسطا من الراحة ولكن ما باليد حيلة

لم اجد الوقت المناسب الى ان صعدت الطائرة

وضعت وسادتي وغطيت في نوم عميق 

 


عند الله قضيتي..

شكرا لكل اللي اتصل او سأل وتطمن..

وأعتذر من كل اللي ما رديت عليه..

..

كتمت سرنا وبحته لربي..

ورفعت قضيتي لمحكمة السماء..

فهي العدالة المطلقة..

أشفق علي أناس وواساني آخرون..

وعاتبتني البعض..

ولكن هي قضيتي وعند الله حكمنا..

ما علمت أن للدعاء حد او سقف..

كل ما علمته أن الله قال لي ادعوني أستجب لكم..

رفعت يدي وأنا متيقن بأن ربي لن يظلم أحدا لغضبي عليه..

فلي حق الدعاء..

وعند الله القضاء..

إن كان يستحق فيا من استجبت دعاء المشركين في البحر استجب دعاء عبدك يا عزيز ذو انتقام..

وان كان دون ذلك فاقض ما انت قاض انك انت العليم الحكيم..

شكرا لكم ولكن عند الله قضيتي..

  


من يُطفئ نار غضبي..

من يُطفئ نار غضبي..وكيف لها أن تطفأ..

وها هي أفواهكم القذرة تزيدها احمراراً..

صبوا زيوت كرهكم واجعلوها سوداء كما قلوبكم..

فوالله إن كان لي أقل من مثقال ذرة حق عندكم..

فعند الله نلتقي..

يا عزيز ذو انتقام..

يا قوي يا جبار..

يا من تجيب الدعاء..

يامن أرسل رسولا بالحق لا ينطق عن الهوى..

يامن أخبرنا رسوله أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب..

يا عظيم..

اللهم إن كنا قد ظلمنا فخذ بحقنا أخذ عزيز مقتدر في الدنيا والآخرة..

إنك على كل شيء قدير..

  


يوميات جوال١ #هليريس

يومياتي التي عزمت على كتابتها قبل بداية رحلتي ولكني لم أفعل..

فبسم الله أبدؤها..

بدأت قصتي مع المسار الكشفي من الصف الرابع الابتدائي حيث شاركت في بعض الرحلات الكشفية وبعض الأعمال التطوعية..

وتوقفت في مرحلتي المتوسطة لعدم وجود قائد كشفي في مدرستي..

أكملت طريقي في هذا المسار ولله الحمد في مرحلتي الثانوية حيث تشرفت حينها بخدمة حجاج بيت الله الحرام في أول معسكر للخدمة العامة..

وها أنا أصبح جوالا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويكرمني ربي مرة أخرى بخدمة ضيوفه..

بدأنا الاعداد للمعسكر من أول يوم دراسي والذي كان يفصل بينه وبين موعد انطلاقنا ما يقارب الشهر..

تولى قيادة فريق الاعداد أخي محمد الجوهر والذي اختارني كعضو فيه مع ستة شباب غيري..

وكان من مهام الفريق حصر الميزانية والتنسيق مع عمادة شؤون الطلاب والتواصل مع الجمعية الكشفية وتحديد طريقة الانتقال من الجامعة للمعسكر والاتفاق مع شركة النقل حصر الشباب الراغبين في المشاركة وتعيين منهم رؤساء لجان لتقسيم العمل بيننا وتنظيمه والتواصل معهم لمعرفة المستجدات..

وكانت اللجان على النحو التالي..

١-اللجنة الداخلية..

وهي المسؤولة عن إعداد البرامج بين الأعضاء لتقوية العلاقات والاستفادة قدر الإمكان من وقت المعسكر..

٢-اللجنة الخارجية..

وهي المسؤولة عن علاقة الفرقة بباقي الفرق وقادات المعسكر بإقامة محاضرات ولقاءات وغيرها..

٣-اللجنة الإعلامية..

وهي المسؤولة عن تصاميم المعسكر من إعلانات ولوحات ترحيبية وشعار للمعسكر وتوثيق جميع فعاليات الفرقة..

٤-لجنة الملابس..

وهي المسؤولة عن توفير اللي الكشفي للأعضاء وشراء الأطقم الرياضية والأحذية وطباعة شعار المعسكر عليها..

٥-لجنة المشتريات..

وهي المسؤولة عن شراء كل ما تحتاجه اللجان والفرقة-باستثناء الملابس-..

٦- لجنة العفش..

وهي المسؤلة عن أخذ حقائب الأعضاء وترتيبها وجمع الملابس والمشتريات..

هكذا بدأت قصتي..

  


شخص واحد.

شخص واحد..

أحب نفسي أكثر من نفسي.. 

نعم كيف لي ألَّا أحبها وقد حَوَت ما أُحب..

نعم هي أنا وأنا هي..

إن كانت من ضلعي فهي الحارس لقلبي، وإن كانت بضعة مني فهي قلبي.

يعتريني ما يعتريها..

يؤلمني ما يؤلمها..

ويسعدني ما يسعدها..

هي أغلى ما أ م ل ك..

فيا رب احفظني لها واحفظها لي .