يوم الثلاثاء ٩/١/٢٠١٨
الساعة الآن السادسة صباحاً .. استيقظت بعد هبوط طائرتنا في مدينة تبوك .. تفقدت حالة الطقس وكانت درجة الحرارة ٣ درجاتٍ مئوية .. لكننا قد لبسنا ما يحمينا من شدة هذا البرد ولله الحمد .. كان مطار تبوك الإقليمي من أجمل مطاراتنا المحلية التي زرتها .. وكالعادة ذهبنا لاستلام أمتعتنا .. وبعد ذلك خرجنا من المطار لنجد عبدالرحمن في انتظارنا كما خططنا .. اتجهنا مباشرة نحو السيارة للبدء في تركيب السلة على سطحها .. وبمجرد خروجنا من المطار تجمدت أطرافنا رغم تسلحنا بوزن ثقيل من ملابس الشتاء .. وعلاوة على ذلك كان من الصعب فك مسامير السلة لشدتها .. فاضطررنا لخلع قفازاتنا .. وبعد ذلك وصل ياسر وبذلك اجتمعنا جميعاً .. وما أن انتهينا من تركيب السلة وترتيب الحاجيات .. ذهبنا لمسجد المطار لأداء صلاة الفجر .. ومن ثم اتجهنا نحو محطتنا الأولى ألا وهي مغارة في الطريق إلى مدينة حقل .. كان الطريق اعتيادياً كأي طريق سفر .. ولكن الجبال التي كانت على جنبات الطريق مميزة .. فقد كانت أشبه ما تكون بالعامودية .. بعد أن وصلنا لمفترق الطريق الذي يقودنا للمغارة التي تقع خلف الجبال .. حاولنا الوصول إليها .. ولكن للأسف كانت وعورة طرقها أشد من أن نصل إليها .. توقفنا عند أحد شقوق تلك الجبال .. وبدأنا بتجهيز وجبة الإفطار .. وبعد وجبة الإفطار ذهبنا لاكتشاف المنطقة ثم أكملنا طريقنا إلى حقل ..
وأخيراً وصلنا إلى حقل .. هنا البحر .. كان لون البحر الأزرق مع ضوء الشمس المنكسر عليه منظراً لا يقدر بثمن .. تعجز الكلمات عن وصفه .. ومما زاد المنظر جمالاً ورونقاً أن الحدود المصرية يمكن رؤيتها على الجانب الآخر من البحر ..
بحثنا عن مكان مناسب لنصب الخيمة .. وتوقفنا عند أحد الشواطئ الصخرية .. وقمنا بتفريغ السيارة .. وحان وقت نصب الخيمة .. حاولنا نصبها ولكن الهواء كان قوياً جداً .. في الحقيقة يمكنني القول بلا مبالغة أننا قمنا بصراع مع الريح والخيمة تصرعنا تارةً ونصرعها تارةً أخرى .. وبعد عدة محاولات قررنا نصب الخيمة خلف السيارة .. لتقوم السيارة برد جزء من الهواء القادم .. ومع قليل من الصخور على جوانب الخيمة .. ولله الحمد تم نصب الخيمة بعد عناء دام اكثر من ساعة .. أخذنا بعدها قسطاً من الراحة بداخلها .. حينما قررنا البدء في تجهيز وجبة الغداء تغير مسار الريح وبدأت الخيمة بالتحرك يمنةً ويسرة .. كانت الريح شديدة جداً جداً .. حاولنا تغيير مكان السيارة لصد الريح .. ولكنها كانت تأتينا من كل حدب وصوب .. فاضطررنا إلى فكها بعد أن تمزقت بعض الشيء .. وقبيل الغروب بدأ بندر بتجهيز وجبة الغداء .. وبعد تناول الغداء قام ريان بصنع القهوة لنا وكل واحد منا في كيس نومه حول نار هادئة .. لم تكن المنطقة وعرة جداً مما جعل النوم يسيراً .. ولكن كانت هناك مجموعة من الكلاب تنبح حولنا .. وبعد أن تناولنا أطراف الحديث فيما بيننا غطينا في النوم في الهواء الطلق ..
الساعة الآن الثانية صباحاً .. استيقظت من “قوة الهواء” الذي كان يضربني من جميع الأنحاء .. وذلك “البرد القارس” الذي يؤلم الأطراف .. ومن شدة الرياح كان الهواء يدخل من سحاب كيس النوم القوي .. ولكن ولله الحمد كانت أكياس النوم قويةً وكافيةً لحمايتنا من كليهما .. لذلك أغلقت كيسي كاملاً وأكملت نومي ..